TMOUST TAN KLTMAJAQ: مأساة الطوارق مأساة الطوارق | TMOUST TAN KLTMAJAQ

الاثنين، 11 يوليو 2016

مأساة الطوارق



مأساة الطوارق:


تمهيد:

أولاً لكي ندرك مدى عمق معاناة الطوارق (بالنيجر بشكل خاص)،فلا بد من إلقاء نظرة على أوضاعهم التي كانوفيها، وماآلت إليه بفعل عوامل متعددة.

فإن الطوارق بالنيجر، كانوتقريبا بنسبة 100% إلى وقت جفاف عام 1984م بدو رحل، وقبل ذلك الجفاف كانو في رغد من العيش البدوي.

ثم اضطرهم ذلك الجفاف (84) والذي قضى على معظم مواشيهم إلى التمركز حول آبارهم الموسمية ، وفي ضواحي المدن، وبدون أي وسيلة للعيش الكريم وخاصة مع إنعدام التعليم، والتكوين المهني، وذلك كنتيجة طبيعية لمقاطعتهم منذ البداية للمدارس الحكومية والتي بدأ بتأسيسها الإستعمارالفرنسي، وحتى اليوم، اعتقاداً منهم أن هذه المدارس الحكومية هي طرق إلى الكفر ! وهذا مايفسّر تسميتهم للغــــــــــــــة الفرنسية (تكافرت) أي : الكــافرة ، والفرنسيين : (إيكوفــار) ، أي الكـفار .

ومما رسخ لديهم هذا الإعتقاد ؛ خلو المناهج الدراسية الحكومية ؛ (وحتى وقت قريب) من أي إشارة إلى الإسلام فضلا عن تعليمه ؛ اللهم إلا ما أضيف فيمابعد لبعض المدارس القليلة من التربية الإسلامية ، واللغة العربية بشكل ركيك وهش (التعليم الفرنسي- العربي) ، والذي لايسمن ولايغني من جوع!؟

هذا إلى جانب التهميش الحكومي المتعمد لهم ولمناطـقـهم!

نتج عن كل هذا أن أصبح هؤلاء على على هامش الحياة في بلدهم ، هذا كله في ظل غياب دولة تبالي بهم أو تحاول توطينهم تدريجيا ، وتكوينهم علمياً، ومهنيا، مما جعلهم في (حيرة) من أمرهم كالسمك الذي جفت عليه بحيرته...؟!

هذه الحالة البائسة ، والتي هزّت كيان الطوارق الإجتماعي ، والثقافي والديني (لدى الكثيرين)؛ شكلت تربة خصبة تسيّل لعاب المنظمات والهيئات التنصيرية بالمنطقة للعمل في أوساط الطوارق ، مستغِلة ظروفهم، المعيشية، فقامت بفتح مراكزلها في قراهم ، وفي أماكن تجمّعهم تحت مسميات مضلّلة (التنمية،الإغاثة...) متبعة كل أساليب التمويه لإخفاء طبيعة عملها الحقيقي !

وتقوم هذه الهئيات التنصيرية بتقديم بعض المساعدات والخدمات (دورات لتعليم كتابة اللّغات المحلية بالحروف اللاتينية ، دورات لتعليم الخياطة للنساء...). وتقوم من وراء ذلك كله بالسعي الحثيث لمحاولة تنصيرهم ولكن بهدوء !

وبالرغم مماعُرِفَ عن صمود الطوارق أمام هذه الحملات ، وتمسّكهم الشديد بالدين الإسلامي الحنيف ، ورفض كل ماجاء عن طريق (إيكوفار) إلا أنه بسبب الضعوط الطبيعية ، والسياسية التي تعرضوا لها على مدى عقود من الزمن ، وبعد رحيل معظم الجيل القديم المحافظ ؛ بسبب كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة مضافاً إليها الجهل و الفقر المدقع(كاد الفقر أن يكون كفراً- كماوردعن سيدنا علي كرّم الله وجهه) ؛ بدأ يظهر مفعول هذه الحملات المسمومة ؛ حيث سجّلت حالات تنصُر عديدة : (عدد من الأشخاص بأبلغ-بلد العلماء تاريخياً - و شينطبراضين، وأغدز وطاوا.. وغيرها).وكل ذلك وقع تحت الإغراء بالمال والمساعدات أوالوعودبها؟!!!



قــطرة مـن بـــحر

وهناك عدد كبير من هذه المنظمات التنصيرية منتشرة في مناطق الطـــــــــــــوارق – وغيرالطوارق – نـذكـر منها على سـبـيـل المثال لا الـحـــــصـر النمـــاذج التالــيـــة :

أولاً: أبلغ:

منظمة JEMED وهذا الإسم إختصار لـ: شباب في مهمة(إرسالية). وهي الأوسع نشاطاً في المنطقة والأخطر في نفس الوقت . وعلى رأسها رجل أمريكي يدعى: جوف ، وهو يمارس نشاطه في أبلغ منذ 1991م ، وإلى اليوم(2013). وقد أقام أكثر من 30 مركزاً (SITE) بمحافظة أبلغ (داخل المدينة ، وأكثرها في البوادي) يقوم من خلالها بتوزيع المساعدات على الأهالي ، وحتى علف المواشي في سنوات الجفاف. وهو متكتم للغاية ، ولذا يقوم بالدعوة الصريحة (المنصرون الزوار) الذين يأتون من مختلف الدول الأُوروبية ، والأمريكية . ويقومون بعرض أشرطة فيديو عن سيدنا عيسى عليه السلام – من وجهة نظرهم – مدبلج باللــغــــــة الطارقية(تماجق) ، وهذه العروض دائما يصاحبها توزيع المساعدات ! وقد اتّخذوا من منزل أحد عمّالهم المحليين (كنيسة) لهم يتم فيها العرض ، وصلوات الأحــــد (في حالة وجود الزوار) !

وقد قامت السفيرةالأمريكية بنيامي – العاصمة – في صيف عام 2005 بزيارة لهم بأبلغ وقبل ذلك أعضاء من المركز الثقافي الأمريكي معهم إمام مسجد أمريكي من أصل سوري إسمه محمّد بشّار ؟؟ وبعد هـذه الزيارات وجدو تمويلاً شبه لا محدوداً فقامو يوزعون المواد الغذائية ، والمواشي – ضأن...) الخ.

وهناك منصّر أمريكي ظهر على الساحة 2005 ركّزعلى منطقة بدوية بجنوب غرب مدينة أبلغ ، بدأ يتردّد عليهم ، ويقوم بتوزيع المواد الغذائيــة شهرياً ، حتّى في آخــر شهر سبتمبر 2006م جاءهم ووزّع عليهـم كالعـادة ، ثمّ عرض شريطاً عن سيدنـا عيسى عليه السلام مدبلج باللغة الطارقية ، ثمَّ قال لهم بصراحة : نحن نريد منكم أن تكونو معنا في ديننا ! فإذا فعلتم نكون معكم دائماً ، ونفتح لكم المدارس ، ونعطيكم الملا يين !!! ثمّ صفّق له الحاضرون حرصاً منهم على هذه المساعدات؟!!

والشّيء نفسه فعله منصّر آخرقاده عمّال JEMED المسلمون إلى موقع آخر جنوب أبلغ ؛ عرض شريطه ثمّ تهجم على الإسلام ، ثمّ دعاهم إلى النصرانية وأنّ عيسى ابن ... حتّى ضرب لهم مثلاً بالبئر عندما يصل مستوى المياه ، يخرج منه الماء المتكدّر حتّى يصل إلى الماء الصافي ، فقال لهم : الماء الصّافي هو عيسى والمتدكّر هو دينكم ...؟!

والظاهرة المؤسفة والخطيرة ؛ أن الذي يكون معهم يخفي هذا على النّاس !

أي أنّ هناك نفاق . كما أنّ الذين يعملون معهم هم مسلمون ، ولكن لا يرون حرجاً في إعانة هؤلاء على أداءِ مهمة تنصير المسلمين ؟!

ثانياً : بررو

مدينة صغيرة تقع بين أبلغ ودكرو (مرادي) ؛ حيث أسّس منصّر فرنسي طبيب ، كان يعيش مع البدو الفولاّن والذين حفر لهم بئراً ، ويقوم بعلاجهم ، وتقديم المساعدات المالية لهم ، ثمّ تطوّر الأمر إلى إنشاء مستشفى ، وتمّ جلب المزيد من المنصّرين ( الرجال ، والنّساء ).

والنشاط نفسه قائم في محافظة شينطبراضين . ويوجد بطاوا ، و أغدز عدد من الكنائس ، والمدارس الإرسالية ،ECOLES MISSIONS ، وعدد من المكتبات الإنجيلية ؛ والتي تحتوي على كتب نصرانية باللغات المحلية (الطارقية - هوسا – فولاني ...) ، ويوجد مثلاً بأغدز منصّر أمريكي يدعى : ديفيد له كنيسة ، وله أيضاً برنامج إذاعي باللغة الطارقية (تماجق) كل صباح السّبت لمدّة 15 دقيقة ، يقدّمه من خلال الإذاعة الحكومية ( بمقابل ) ؛ يتحدّث فيه عن المسيح عليه السلام ، والأنبيـــــاء السابقين ، وفي ختام الحلقة يسئله بعض الحاضرون أسئلة معدة سلفاً على ما يبدو ، فيجيب عليها ، ثمّ يدعو المستمعين لإرسال أسئـلـتـهم على ص.ب 42 بأغدز عن عيسى(ص) ، وعن الأنبياء السابقين !!!

وهناك مؤسّسة تدعى : (SIL) أي المؤسّسة الدولية للغات : قامت بكتابة ، وطباعة آلآف الكتيبات عن القصص الشعبي باللغات المحلية (بالحروف اللاتينية ). وتمّ تضمينها بعض الإشارات النصرانية ، ثمّ توزيعها . حتّى بلغني أن شاباً طارقياً كان يعمل معهم في الكتابة ، والطباعة بطاوا تنصّر ( طبعاً مقابل البحبحة) .

ولا نبالغ إذا قلنا أنّه لا تخلو مدينة ، أوقرية في المنطقة من نشاط تنصيري بصور شتى ، وبمختلف الوسائل ( التمويه ) . وهذا كله يتم في ظل غياب كامل لأي رقابة من الدولة ( 99% مسلمون ) على نشاطات هؤلاء ، بل على العكس من ذلك ؛ فإنهم يتمتعون بحصانة وحماية وتشجيع منها ...؟!

كيف يمكن إنقاذ هؤلاء ؟

كما رأينا في السطور الآنفة الذكر ؛ فإن المسألة جد خطيرة ، وتحتاج إلى معالجة سريعة وعلى مستويات متعددة . و في رأيي المتواضع ( كأحد أبناء المنطقة ) فإن انقاذ هؤلاء من هذه المأساة ؛ ثالوث

( الجهل – الفقر – التنصير ) يكون بعلاج أسبابها ، والتي تتمثل بشكل رئيسي في ثلاثة أمور هي:

أ – الجهل : غياب التعليم بشكل عام بمختلف أشكاله .

ب – الفقر : بسبب عدم أي نوع من التكوين المهني بعد التحول القسري من حياة الرعي والبادية .

ج – غياب الوعي بخطورة ما يقوم به المنصرون من نشاطات وأبعاد ذلك ، مما أوجد نوعاً من عدم الاكتراث ، والوقوف أمام كل ذلك موقف المتفرج ، واللامبالاة حتى العلماء منهم وكأن الأمر لا يعنيهم...!



الحلول المقترحة :

معلوم أ المشكلة إذا علم سببها سهل حلها ولو نظرياً على الأقل ، ولذا نقول :

1- بالنسبة لمشكلة الجهل فيمكن حلها بما يلي :

أ‌- إنشاء مجمعات تعليمية ( ابتدائي- إعدادي- ثانوي ) في قلب مناطق أزواغ ( أبلغ – شنتا ) كبداية ثم توسع في بقية المناطق .

ب‌- هذه المجمعات تكون فيها الدراسة باللغة العربية كلغة تدريس لجميع المواد ، ثم في مرحلة لاحقة تضاف اللغة الفرنسية كمادة لأجعل تعلُّم اللغة فقط ؛ وهذا أفْيَدُ من الخلطة المعمول بها في بعض مدارس الدولة ( التعليم العربي-الفرنسي ) .

ج- العمل بنظام الدوام الواحد في هذه المدارس ، وبالتالي الاستفادة من الفترة المسائية لتعليم الكبار ( محو الأمية ) .

د – قضية في غاية الأهمية : لكي يُقْبل الطوارق على إرسال أبنائهم إلى هذه المدارس : يجب الفصل فيها بين الذكور والإناث .

هـ- تطوير المدارس القرآنية ( المحاضر أو الخلاوي ) ؛ وذلك من خلال ما يلي :

- تبني شيوخ هذه المدارس وكفالتهم هم تلامذتهم .

- إقامة دورات تدريبية تربوية لإعادة تكوين هؤلاء الشيوخ .

- تطورير مناهج هذه المدارس القرآنية وذلك بإضافة المواد الشرعية واللغة العربية وبعض المواد الثقافية المفيدة في هذا المجال .

- ولإخراج تلاميذ هذه المدارس من العزلة والتهميش الذي عانوا منه طوال عقود : يمكن تنظيم مسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم لهم ، يمنح المتفوقون منهم جوائز تشجيعية .

2- وبالنسبة لمشكلة الفقر ؛ فيمكن حلها ولو جزئياً من خلال ما يلي :

أ – توفير مياه الشرب لهم في مناطقهم .

ب – تنظيم دورات للتدريب المهني ( لمختلف المهن ) ليجد الآلاف من أبناء البدو الرحل وسيلة للعمل والعيش الكريم ، وبالتالي انتشالهم من التنصير الذي يغريهم بالمال .

ج- مساعدة من يتم تدريبهم على إنشاء مشاريع صغيرة خاصة بهم ومتابعتهم .

د- العمل على تطوير مفهوم الرعي لديهم من النظرة التقليدية القديمة التي تقوم على تكديس الماشية من أجل التفاخر فقط إلى نظرة إقصادية بحتة يتم التعامل فيها مع المواشي كسلع وليس كأقرباء .

3- مشكلة غياب وقلة الوعي بأبعاد ممارسات المنصرين : فهذه يمكن علاجها طبعاً برفع مستوى الوعي لديهم ، من خلال الوسائل التالية :

أ‌- تنظيم برنامج للتّوعية ، والتّثقيف ، ( وحتّى التّعليم ) عن طريق :

- تسجيل دروس ، ومحاضرات باللغة المحلية على أشرطة كاسيت ، ومن ثمّ توزيعها على تجمّعات السكان حسب الكمية المتوفّرة ؛ لأن الأشرطة أفيد بكثير من توزيع الكتب ؛ لأن الأمية هي الغالبة على السكان ، وهناك تعطّش شديد لمثل هذه المواد المسجّلة بلغة القوم .

- الإتفاق مع الإذاعات المحلية على بثّ هذه الأشرطة بشكل منظم يحدد القائمون على البرامج ؛ يراعي فيه التســلسل لتكــــون الفائـــــدة أكبر .

وهاتين النقطتين ( الأخيرتين ) يمكن حتّى للأفراد المساهمة في تنفيذها ؛ وذلك عن طريق توفير أجهزة تسجيل ، وميكروفونات ، وكمية من أشرطة الكاسيت حسب الإمكان ، وكذا المساهمة في دفع رسوم عرض هذه الأشرطة في الإذاعات المحلية والذي يبلغ حوالي : 250 $ شهرياً ، بواقع ساعة واحدة يومياً . وبالتالي يمكن بث أشرطة إسلامية في 5 إذاعات مثلاً في مناطق متعددة ، ولمدة شهر كامل ( يومياً ) مقابل مبلغ : 1250 دولار أمريكي فقط ، حيث يستفيد مئات الآلاف من المـسـلميــن !

- إقامة محاضرات إسلامية ، يدعى لها الجمهور للحضور ، والإستماع . تختار موضوعاتها بعناية حسب الحاجة ، وحسب قضايا السّاعة . ومن المفيد في هذا المجال استغلال المناسبات الإسلامية التي أصلاً يجتمع فيها المسلمون ، وخاصة أحداث السيرة النبوية الشــريفة ؛ لتعريف الناس بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، الذي التعلق به ، والإطلاع على سيرته صلى الله عليه وسلم هو صمام الأمان للمسلمين من الضّلال في هذه المنطقة ولأجل حضور أكبر عدد ممكن ( في هذه المحاضرات ) ؛ يمكن أن يصنع طعام كلما أمكن ذلك .

ب – و من أهم الوسائل : إنشاء إذاعة خاصة ،وهي من خلالها يتم تفعيل كل ما مرَّ من حلول ، وهي ضرورية لأبعد الحدود لفاعلية أيّ نشاط أو عمل لمواجهة الثالوث الآنف الذكر (الجهل-الفقر-التنصير ) ، وهي أيضاً ضرورية جدا لإعطاء دفعة قوية للعمل الدعوي في المنطقة ، ويوفّر إمكانية أكبر لتبصير الناس بأمور دينهم ، وتكوين رأي إسلامي عام لدى المسلمين في هذه المنطقة ، عن كل مايعرض لهم من قضايا ( وهو ما يفتقدونه حالياً ) . ولا يخفى ما للإعلام من أهمية كبرى في هذا المجال !







فهذه صرخة لمن يهمه الأمر !!!

فهذه صرخة حتّى لا تتكرر ( أندلس ) أخرى ولكن هذه المرة في أفريقيا ، ولدى الطوارق الذين تدخل أحد أمرائهم التاريخيين – يوسف بن تاشفين – مرّتين ضد الإفرنج لإنقاذ الإسلام ، والمسلمين في الأندلس ، وبعد استنجاد المسلمين به هناك !!



فهل من مستجيب ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 TMOUST TAN KLTMAJAQ
تصميم : يعقوب رضا