TMOUST TAN KLTMAJAQ: أكلي شكا: «توماست» منصة تارقية.. وملحمة طارقية بمهرجان العرس الشرقي أكلي شكا: «توماست» منصة تارقية.. وملحمة طارقية بمهرجان العرس الشرقي | TMOUST TAN KLTMAJAQ

السبت، 16 يوليو 2016

أكلي شكا: «توماست» منصة تارقية.. وملحمة طارقية بمهرجان العرس الشرقي



تعتبر قناة «توماست»، منذ انطلاقتها في ٢٣ يوليو ٢٠١٤، أحد أهم المنابر الإعلامية الليبية ذات نطاق الاستماع الواسع لدى طوارق ليبيا ومناطق الجنوب، التي صارت لها مكانة عالمية بالقياس إلى هذا التميز الثقافي الذي تستند إليه.

في هذا الحوار يتحدث أكلي شكا، المدير المؤسس للقناة، وأحد رموز الشباب الطارقي المناضل من أجل حقوق الطوارق في ليبيا- الذي التقيناه في إطار مهرجان العرس الشرقي بباريس- عن هذه القناة ونشاطهم الثقافي المتعلق بنشر هذا الموروث الحضاري الليبي المميز.

* ما معنى «توماست».. ولماذا هذه القناة؟
– «توماست» تعني باللغة التاريقية أو التماشق (الهوية)، وبالتالي فإن المحور الجوهري الذي تدور حوله برامج القناة هو التعريف بهذه الهوية الثقافية الليبية العريقة؛ وتجذر انتمائها إلى الوطن الأم ليبيا. حيث إن الجهل بثقافة الطوارق خلق في الفضاء الليبي (بثأثيرات من سياسة الطاغية)، مساحة من التهميش، والإقصاء على نحو ما بحق الطوارق. لذلك نحن بحثنا من خلال مشروع القناة لأن نقدم هذه الثقافة للجمهور الليبي، بل العالمي الواسع، كمقدمة لحوار وطني ضروري تحتاجه مرحلة الدولة الوطنية المرجوة، والقائمة على العدل والمساواة والاعتراف بحقوق كل مكونات الشعب الليبي على قدم المساواة، بحيث يتعرف الشعب الليبي في كل مكان على الطوارق وفق أصالتهم وانتمائهم للوطن، وإنهم يشكلون ركنًا مهمًّا، إن لم يكن الركن الأساس في تركيبة الكيان الوطني. بل إن اسم ليبيا كان اسم أحد قبائلنا، التي كانت تسكن البراح. وأن طوارق ليبيا ما انفكوا يسجلون صفحات ناصعة من التلاحم مع بقية مكونات الشعب الليبي؛ وذلك عبر تاريخ مشترك، ونضال مشترك ضد الاستعمار، وضد الطغاة. وهم الآن يقاتلون في صف واحد مع أشقائهم الليبيين في جبهات سرت المختلفة لدحر عدونا الأكبر وهو تنظيم «داعش». الأمر الذي يعني أن الطوارق وفق هذا الانتماء الوطني لكامل التراب الليبي، وبناء على الانتماء العقائدي المشترك، هم دون أدنى شك لحمة أساسية في بنية الكيان الليبي.



رجل يرتدي زي الطوارق (خاص لـ بوابة الوسط)

كل هذا كان غائبًا أو مغيّبًا، وحاول الطاغية معمر القذافي أن يطمس الهوية الوطنية لليبيا بكل تركيبتها المتشابكة والمتكاملة بأن يرمي ردًّا واحدًا أخضر اللون يلغي فيه تفاصيل الهوية الليبية المتعددة الأعراق والثقافات واللغات والجماليات الحضارية. وجاءت ثورة السابع عشر من فبراير لتسحب عن ليبيا هذ الغطاء القامع، وتفرج عن لوحة فسيفسائية جميلة ذات ألوان زاهرة ومسكونة بالجمال والجلال والكم.

ومشروع القناة يبحث في هذا، ويقدم برامج متنوعة تعكس هذا الجلال الخرافي التقاطيع للموروث الحضاري للطوارق، الضارب بجذوره في تربة الصحراء الليبية. وواضح أن «توماست»، التي كانت أول منبر إعلامي للطوارق في ليبيا وفي المنطقة، واستجابت لانتظار الجمهور بالخصوص، حيث حصدت القناة منذ الأشهر الأولى من افتتاحها أكثر من 30 مليون مشاهد.

* هل يقتصر برنامج القناة على فضاء الطوارق؟
– ليس بشكل حصري، إذ حرصنا على أن نجعلها قناة جامعة لأخبار كامل ليبيا، والتكامل معها وعبرها باستخدام التماشق (اللغة التارقية)، وباستخدام اللغة العربية وفق ما يتطلبه الموقف. على أن ما تضيفه القناة للطوارق بشكل خاص هو بلورة «منصة تارقية» تسمح وفق ذلك بتقديم كل ما يتعلق بالطوارق أو ما يخص انتظاراتهم، وفق رؤية تارقية وبلغة مباشرة وواضحة خارج أي تأثير خارجي من جهة، وبما يسمح بالتعبير أيضًا عن علاقتنا العميقة مع الوطن، ومع أهلنا وجيراننا في المكان، من عرب وتبو وسكان أصليين، خاصة من خلال التأكيد على ثقافة الحوار والمصالحة الوطنية والتعايش السلمي الذي كان العلامة المميزة لنمط الحياة المشتركة في مناخ الصحراء الصعب.

إن الإطلالة المباشرة عبر قناتنا والتعبير عن وجهة نظرنا بالقياس إلى مختلف هذه الملفات، كان من شأنه أن يقطع الطريق على الشائعات والأكاذيب التي يروج لها بعض المغرضين الذين يحاولون الصيد في الماء العكر. والذين يسعون لضرب مكونات الشعب الليبي بعضها ببعض عن غير وجه حق، حيث تصل الأمور في بعض الأحيان إلى افتعال المواقف، وتقويل الطوارق ما لم يقولوه، ونشره على نطاق واسع في غياب المنابر الإعلامية الخاصة بنا، التي من شأنها أن تتيح لنا الحديث بشكل مباشر وصريح عن همومنا وأوضاعنا أو تطلعاتنا الوطنية دون توظيف ذلك من طرف أي جهة أو أجندة خارجية. وهذا انتصار مهم للطوارق يُضاف إلى جملة الانتصارات التاريخية التي تحققت لنا منذ انطلاقة الثورة.

* ما هذه الانتصارات محل اعتزازكم؟
– إن الاعتراف العلني بالهوية التاريخية للطوارق، والاعتراف بحق الطوارق في استخدام لغتهم العريقة في كامل الفضاء الليبي، دون خوف من تهديد أو وعيد أو قمع السلطان تمثل بالنسبة لنا انتصارات مهمة، والتي توجت بوصول أول تارقي إلى سدة الحكم في ليبيا، وهو السيد موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني. الحدث الذي أعاد للطوارق الثقة في أن الوطن الذي ينتمون إليه يعترف بهم بحق كجزء أساسي من مكوناته كما أشرت. والسيد موسى الكوني من خيرة رموز الطوارق وينتمي إلى أسرة عريقة ضاربة بجذورها في تربة الموروث التاريخي الليبي، عُرفت بقيادة الكفاح ضد المستعمر في جنوب ليبيا وفي الصحراء الكبرى، وأنجبت العديد من القامات التارقية محل اعتزاز الوطن، بل العالم بأسره، مثل الكاتب العالمي الكبير ابراهيم الكوني، وهو شقيق السيد نائب الرئيس موسى الكوني.



الزي التارقي مميز (خاص لـ بوابة الوسط)

* زركشت مشاركتكم في الدورة الثامنة لمهرجان العرس الشرقي في باريس المشهد ببعد ملحمي نقل الحضور لربوع الصحراء الليبية ورونق الثقافة التارقية.. كيف عشتم هذا الحدث؟
– لعل أهم ما أضافته مشاركتنا في هذا المهرجان العالمي؛ وكما شددت السيدة زبيدة شرقي مديرة المهرجان في كلمتها بالمناسبة، «هو ذلك البعد الليبي المميز، الذي كان غائبًا عن هذه الفضاءات أثناء العقود الماضية التي غلب عليها تهميش الإبداع الليبي وطمس ملامح الهوية الحضارية لهذا البلد الجميل»، حيث التف الجمهور حول الفريق المشارك أينما حلوا؛ يسألونهم عن لباسهم وعن تقاليدهم وعن حاضرهم وماضيهم على النحو الذي بلور لمشهد متجدد من التلاحم الإنساني العميق الأثر والتأثير، طيلة فترة المهرجان، بين وفد الطوارق والجمهور الفرنسي الواسع، الذي توج بلوحة استعراضية غاية في الجمال للزِّي الليبي التارقي للأفراح، الذي يعود الفضل في نسجه وصنعه وتطريزه وإبداع ألوانه (من معطيات بيئة الصحراء ذاتها)، إلى المرأة التارقية. (خاصة بالقياس إلى مواكبة الموسيقار التارقي الرائع موسى كينا للعرض، بأنغام تارقية صدحت في قلب المكان كترانينم سحرية، حلقت بالحضور في فضاءات عجائبية البعد).

* صرحت زبيدة شرقي مديرة المهرجان للإعلام الفرنسي بأن عرضكم «قدم أقوى صورة إبداعية وظفت التمازج العميق بين المخفي والواضح/ المعلن والمستور في تصميم زي العروس»، الحدث الذي اعتبرته الأهم في المهرجان منذ تأسيسه.. ما رأيك في ذلك؟
– اكتشف جمهور المهرجان عبر هذا العرض أن العروس التارقية تتوشح في بعض المناطق ليلة زفافها برداء أسود اللون يغطي كامل جسدها ووجها، الأمر الذي قد يبدو أنه بالأحرى سيبتعد بها عن الجمال أو الكمال. لكن الذي تأكد للحضور بجلال وجمال طلعة العارضة في زيها الأكحل الجميل أن نموذجًا نوعيًّا للكمال والجلال يتحدى ما هو معرف ويفوق الوصف، يطل عبر قدها المياس من جهة، وعبر روعة الزِّي الأحادي اللون، المنغلق بالجسد والوجه تمامًا. والذي يعطي رغم ذلك للعروس جمالاً أخاذًا، وحضورًا فاتنًا تعجز عن منافسته أجمل العارضات في أرقى المحافل العالمية، وبأجمل الأزياء الزاهية الألوان. في الواقع اللون الأسود في ثقافة الطوارق قد يكون سيد الموقف والمفتاح للولوج إلى عمق السحر، الذي لا يخضع لأي وصف.



العروس التارقية أذهلت باريس (خاص لـ بوابة الوسط)

ويذكر هنا أن رجال الطوارق يتميزون بارتداء لثام من القماش الأبيض الرقيق، يستر به الرجل وجهه ما عدا العينين، ويلف جزءًا كبيرًا منه على رأسه أشبه بالعمامة. يحميهم من حرارة شمس الصحراء ويستر فمه تعبيرًا عن التأدب والاحتشام أمام الأقارب، الذي يكفي أن يكون له كفنًا إذا وافته المنية في الصحراء.


المصدر : أكلي شكا: «توماست» منصة تارقية.. وملحمة طارقية بمهرجان العرس الشرقي

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 TMOUST TAN KLTMAJAQ
تصميم : يعقوب رضا