TMOUST TAN KLTMAJAQ: الخليفة احمد محمد محمود الأغلالي الخليفة احمد محمد محمود الأغلالي | TMOUST TAN KLTMAJAQ

الاثنين، 27 يونيو 2016

الخليفة احمد محمد محمود الأغلالي







هو الخليفة الشريف أحمد بن محمد بن محمود (الملقب بـ همّون) بن محمد (الملقب بـ إنّبوس) بن يحي الأغلالي المزوغي .

ينتمي إلي قبيلة كل أغلال , إحدي قبائل كل تماجق (الأمازيغ) .

ولد في حوالي 1926 م بوادي أزواغ , بمنطقة طاوا بجمهورية النيجر

و منذ أيام شبابه تعلقت همته بسلوك طريق القوم (الصوفية) , و بالرغبة الشديدة في زيارة الرسول صلي الله عليه و سلم . فأخذ منذ شبابه علي عمه عبد الرحمن محمود (أمّا) الطريقة التجانية . ثم توجه إلي الحج , ماراً بالسودان , و هناك التقي بعدد من مشايخ الطرق الصوفية فأخذ عليهم كالشيخ المكاشفي رحمه الله , أحد خلفاء الطريقة القادرية بالسودان , و مكث معه سنة , ثم واصل رحلته إلى الحج فأتم حجه و زيارته للرسول صلي الله عليه و سلم ثم عاد إلي السودان , فوجهه شيخه إلي أحد مشايخ الطريقة السمانية بالسودان اسمه الشيخ حامد فأخذ عليه الطريقة ,ثم توجه إلي النيجر حيث أدخل عدد من أقاربه في الطريقة السمانية و التي تميزت بكثرة المجاهدات .

ثم عاد مرة أخري إلي السودان ,حيث كان ينتظره برنامج جديد , فبعد وصوله , أمره شيخه بالتوجه إلي السيد علي بن السيد محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه . وقد قال لي الخليفة الشريف أحمد مرة بهذا الصدد: المشائخ أهل البصيرة عندما يأتي إليهم مريد ؛ فإنهم يدركون ماإذا كان هذا المريد تلميذاً لهم أم هو لغيرهم من المشايخ ! وحتى إن استقبلوه فإلى أن يحين وقت توجيهه إلى المحطة التالية...! وهو تماما ما حصل مع الشريف أحمد ...

و السيد علي الميرغني هو شيخ الطريقة الختمية التي أسسها جده السيد محمد عثمان الميرغني الختم المكي رضي الله عنه (1208-1268 هـ)المولود بقرية السلامة بالطائف , و المتوفي بمكة المكرمة ,و دفن بخوخة السادة المراغنة بالمعلي .

فكانت نهاية المطاف السيد علي الميرغني رضي الله عنه حيث أخذ عنه الطريقة الختمية و أعطاه الأوراد ثم خلّفه ( أي أذن له في إعطاء الطريقة الختمية لمن أراد ) . و قد قال لي رحمه الله بالمدينة المنورة في التسعينات : لم يستطيع أحد من المشايخ أن يثبتني- يقنعني- حتي قابلت السيد علي الميرغني فانتهي كل شيء .

و بعد أن رسخ في الطريقة الجديدة (الختمية) أرسل كتبها ( الأوراد اليومية - كتاب المولد النبوي الشريف – الكتب الشارحة ...) إلي النيجر ، و طلب من والديه و زوجته و شقيقه و بعض أقاربه المخلصين الدخول في الطريقة الختمية ، وكان ما أراد .

و مع عودته إلى النيجر مع مجموعة من زملائه ( الخلفاء )بدأت مجموعات كبيرة من الطوارق بالدخول في الطريقة الختمية أفواجاً.

و مما ساعد علي إقبال قبائل : إماجغن (التوارق) علي الطريقة الختمية بشكل ثوري ، هو ما تميزت به من شعائر تجمع بين الجانبين الفردي و الإجتماعي – مثل حضرة المولد النبوي الشريف الذي يقرأ بشكل جماعي (مرتين في الأسبوع ) و كذا مسيرات الشباب التي تشبه المشية العسكرية و هم يترنمون بالمدائح النبوية ، الأمر الذي يجذب الكثير من المعجبين

(3)

وهذه المسيرات الشبابية أعجب بها الداعية الإسلامي الهندي أبو الحسن الندوي عندما زار السودان عام 1951 م (مذكرات سائح في المشرق العربي ) و ذكر أن لها دورا كبيرا في حفظ الشباب من الإنحراف ، فكان السيد علي الميرغني رضي الله عنه أعجوبة الدهر في الحكمة و سعة الإطلاع ، فلم يكن أبدا شيخا تقليديا ،وهذا ما أدهش أبو الحسن الندوي حين قال عنه في مذكراته : كان علي اطلاع علي أحداث العالم باليوم .

الأمر الأخر الذي شدَّ قبائل إماجغن (الطوارق) إلي الطريقة الختمية هوما تميزت به هذه الطريقة من جعل محبة الله و رسوله صلي الله عليه و سلم ركنا أساسيا من أركانها ، وهدفا رئيسيا لشعائرها ، فكان أن أُعجب إماجغن (الطوارق) بها حتي الذين لم ينتسبوا إليها

و هذه نقطة مهمة يجب علي الدعاة إدراكها ، وهي الإنطلاق من محبة الله تعالى ومحبة سيّدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم . و يقع كثيرا في الخطأ الفاحش و الشنيع ، أولئك الذين ينطلقون من محاولة التقليل من شأن سيد الكون صلي الله عليه و سلم ، ثم يأتون و يطلبون من الناس أن يصبحوا مسلمين أو يحبوا الأعراب... ؟! وهذا أمر بعيد المنال إن لم يكن مستحيلا !!

و قد انتشرت الطريقة الختمية بين قبائل كل تماجق (الطوارق) علي نطاق واسع ، بفضل جهود الخليفة الشريف أحمد محمد محمود الأغلالي رحمه الله و زملائه ، وخاصة في منطقة طاوا (Tahoua) و بعض مناطق أغدز (Agadez) .

و منذ السبعينات و بعد وفاة السيد علي الميرغني رضي الله عنه عام 1968 م ، استقر الخليفة الشريف أحمد في البقعة التي أحبها طوال حياته ، ألا وهي المدينة المنورة ، الأمر الذي جعله في النهاية ينقل عائلته إليها ، فأخذ يتردد من وقت إلي أخر علي النيجر لمتابعة نشاطات الطريقة و الإشراف عليها و إرشاد المريدين ، و ذلك حسب توجيهات شيخه ، خليفة السيد علي الميرغني السيد محمد عثمان الميرغني بن السيد علي الميرغني حفظه الله .

و إلي جانب النيجر قام أيضا بدور مهم في نشر الطريقة الختمية في كل من المدينة المنورة و السودان .

و في يوم الأحد الموافق 21/09/1997 م انتقل الخليفة الشريف أحمد محمد محمود الأغلالي إلي رحمة الله تعالي بالمدينة المنورة ، ودفن بالبقيع ، وبذلك طويت صفحة من صفحات السير و السلوك إلي الله تعالي علي طريق القوم ، و أيضا تم للخليفة أحمد ما أراد من أن يكون مصيره ، جوار من أحبَّ سيّدنا و مولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم .. فهنيئا له بذلك الجوار... نسأل الله تعالي أن يرزقنا ذلك الجوار آمين..

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيكم على هذا السرد القيم والذي نتعلم من خلاله على شخصيات من دولة النيجر الحبيبة بذلت النفيس من أجل الحفاظ على هويتها الإسلامية.

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة © 2013 TMOUST TAN KLTMAJAQ
تصميم : يعقوب رضا